السلام عليكم
إنه الصيف..إنه شهر رمضان...عادا فالتقيا بعد طول غياب.
ولكنه لقاء لا يس1ّ عدداً كبيراً من الناس لأن العطش بالانتظار. وما أصعب العطش في أيّام الحرّ الطويلة!
كيف العمل على التخفيف من العطش في شهر رمضان المبارك؟ سؤال يطرحه الناس عادة في فصل الحرّ...ونطرحه نحن في مقالاتنا هذه لنخفّف عبء العطش على الصائمين.
في شهر رمضان المبارك ينقسم الناس في طريقة شرب الماء... منهم من يترك نفسه بدون ماء حتى السحور وأحياناً إل ى ما قبل وقت الإمساك فيشرب عندئذٍ كمّية كبيرة من الماء... ومن الناس من يشرب الماء في أوقات متقطّعة من الليل، ومن الناس من يشرب الماء حين يشعر أنه بحاجة إليه. فماذا عن شرب الماء؟ وماذا عن أفضل الطرق ليحتفظ جسمنا بالماء أطول مدّة ممكنة؟يقول الدكتور رالف عيراني الأخصّائي بعلم التغذيّة والتصنيع الغذائي وطبّ الأعشاب والطبّ التج7نسي: "حتى لا يتعرّض الشخص للتجفاف، نطلب منه عادةً أن يشرب كوباً من الماء كل ساعة.... المطلوب أن يشرب الماء سواء أكان عطشاناً أو غير عطشان... فجسمنا مكوّن من كمّية كبيرة من الماء... في أوقات كثيرة، يضيف د. عيراني، لا يدّل الشعور بالعطش أو عدمه على مدى حاجة الجسم للماء.... فقد نشعر أحياناً بالعطش مع أننا لا نكون بحاجة إلى الماء... وفي أوقات أخرى قد لا نشعر بالعطش ونكون بحاجة إلى الماء... أمّا الB 3بب الذي يؤدّي إلى ذلك فهو طبيعة الطعام الذي نأكله.
- ماذا عن إستهلاك كمّية كبيرة من الماء في وقت واحد وهو ما يقوم به بعض الصائمين وقت السحر؟
يجيب الدكتور عيراني على هذا السؤال:
"عندما ندخل إلى الجسم كمّية كبيرة من الماء دفعة واحدة، ندفع أعصاب المعدة إلى إرسال الإشارات إلى الدماغ لتقول له لقد دخل إلى الجسم كمّية=2 0كبيرة من الماء، فيسارع الجسم تلقائياّ إلى التخلّص من هذا الماء عن طريق البول واللهاث واللعاب. لماذا ردّة الفعل هذه؟ (يسأل عيراني نفسه ويجيب) "حتى لا تتفقّع خلايا الدماغ... لقد بيّنت الدراسات الجديدة أن كثرة وجود الماء تؤدّي إلى تفقّع خلايا الدماغ... من هنا على الصائم أن يدخل الماء خلسة إلى جسمه، أي أن يشرب كوباً من الماء كل ساعة تقريباً... فعندما نشرب الماء بهذه الطريقة، لن يتعرّف ا8 4جسم إلى الماء على أنه كمّية كبيرة... فتكون النتيجة أن يخزّن الماء ولا يُتخلّص منه."
ولكن ما هي كمّية الماء التي على الصائم أن يشربها؟
يشير عيراني إلى أننا بحاجة إلى ملليتر ماء لكل وحدة حراريّة نصرفها... فمن يستهلك 4000 وحدة حراريّة (كالوري) يحتاج إلى شرب أربعة ليترات ماء...ومن ستهلك ألفيّ وحدة حرارية يحتاج إلى لترين من الماء..يضيف عيراني "نفترض نحن أخصّائيّي التغذيّة أن الإنسان يستهلك 2500 وحدة حرارية يومياً لذلك نقول إن على الفرد أن يحصل على لترين ونصف من الماء: ليتر ونصف يحصل عليه من شرب الماء وليتر من الطعام.
"حتى ل7 يتعرّض الشخص للتجفاف، نطلب منه عادةً أن يشرب كوباً من الماء كل ساعة"
يحدّد د.عيراني كمّية شرب الماء كما يلي:
(1) صائم يمارس الرياضة بحاجة أن يضيف نصف ليتر ماء لكل ساعة رياضة.
(2) صائم يعمل شوفير يحتاج، إضافة إلى ا ليتر ونصف، أن يشرب نصف ليتر آخر بسبب الحرّ.
(3) صائم يعمل في مكتب مكيّف لا يحتاج لأكثر من ليتر ونصف شرط ألاّ يكون بديناً فإن كان كذلك فليضف نصف ليتر.
(4) الشباب والصبايا الذين يقومون بنشاط جسدي بحاجة إلى زيادة ليتر آخر إضافة إلى الليتر ونصف.
ماذا إذا أكلنا "الحلو الرمضاني"، هل سنحتاج=2 0إلى شرب كمّية أكبر من الماء؟
رداً على هذا السؤال يقول عيراني "الطعام الوحيد الذي يتوجّب علينا زيادة الماء عند أكله هو البروتينات..فمقابل كل 150غ من اللحمة أو الدجاج، يخسر الجسم نصف ليتر من الماء..
تؤكّد الدراسات أن زيادة كمّية الماء عن المعدّل المطلوب يؤذي الكِلى ويرهقها... فماذا إذا شربنا ما يزيد عن المعدّل الطبيعي الذي تحتمله الكِ8 4ى في شهر رمضان؟
يجيب عيراني: "نعم, إن شرب كمّية زائدة عن المعدّل الطبيعي يؤذي الكِلى. ولكن لا بأس أن نتعب الكِلى مدّة شهر واحد فقط شرط أن تكون الكِلى سليمة.
ما هي أبرز الأطعمة المساعدة على التخفيف من العطش؟
يشير الدكتور عيراني: "المطلوب أولاً النظام الغذائي. فعلى الذين يعطشون كثD9راً الامتناع في فترة السحر عن البروتينات الحيوانيّة (الألبان، الأجبان، البيض، اللحوم) لأن البروتينات تدفع الجسم إلى التخلّص من الماء ما يسبّب تشنّجاً وأوجاع رأس وجفاف الخلايا وعدم التركيز عند الكبار والصّغار."
هل للبروتينات النباتيّة (حمّص، فول، عدس..) التأثير نفسه؟
يجيب الدكتور عيراني: "لا بأس بالبروتينات النباتيّة ولكن الأفضل أن نتّجه إلى استهلاك القمح والشوفان والشعير لأن هذه الأطعمة تدفع الجسم إلى حبس الماء. وعندما يحبس الجسم الماء لا نشعر عندها بالعطش."
ويضيف عيراني: "الطعام الثاني الذي علينا تناوله وقت السحور هو التمر..علينا استهلاك تمرة إلى تمرتين للتخفيف من العطش والتعب. وعلى الصائ5 ألاّ يعتقد أن التمر سيسبّب له العطش لأنه حلو المذاق فالعكس هو الصحيح. عندما بنى المصريون هرم خوفو كانوا يطعمون العمّال تمرة واحدة في النهار حتى بدون ماء. كما أن الرياضيين الذين يأكلون التمر قبل الرياضة لا يعطشون أثناء التمرين رغم كثرة تعرّقهم."
يستحبّ أن نفطر على التمر. فهل سبب ذلك هو منع العطش؟
- المسألة ه ا (كما يقول عيراني) شيء مختلف، فالتمر يحتوي على مادّة اسمها trimethylglycine..عندما نتناول تمرة بعد نهار طويل كانت تشتغل فيه المعدة دون طعام، تعمل هذه المادّة على ضرب باب المعدة طالبة منها أن ترمي أسيد المعدة (HCL) ليتم الهضم بشكل سليم وبهذا نتجنّب مسألة عسر الهضم. والملاحظ (يضيف عيراني) أن بعض الناس يصابون بعد شهر رمضان بفقر الدم بسبب عدم هضم معدتهم للطعام ولكن عندما نتناول التمر، ستفرز المعدة سيدها وساعتئذٍ يستطيع الجسم سحب الحديد من الطعام وإدخاله إلى الدم فنمنع بذلك الإصابة بفقر الدم.
ماذا علينا أن نتناول وقت السحور عدا القمح والشوفان والشعير والتمر لمنع العطش؟
يشير عيراني: "الأهم أن نأكل الأرزّ الأحمر. نطهو الأرزّ الأحمر ونتركه في البرّاد ثم نعمل بعد تناول طعام السحور على تناول=2 0ملعقة أو ملعقتين كبيرتين منه..
وهناك الخضار. الخضار ضرورية وقت السحور لاحتوائها على الماء والماغنيزيوم الذي يخفّف العطش ولكن علينا تجنّب الخضار التي تدرّ البول كالخس والرشاد والبقدونس.
هل صحيح أن الشاي يخفّف العطش؟
يشير عيراني إلى أن الشاي يؤثر في غدّة ما تحت المهاد (Hypothalamus) 1يحول دون إحساسنا بالعطش ولكن الشاي كالقهوة يدرّ البول، لذا عدم الشعور بالعطش لا يعني أن الإنسان غير عطشان."